الجمعة، 18 يوليو 2008

قالت الشجرة (3)

اليوم كنت كطفل فقد لعبته وحرم من الحلوى وعوقب بالبقاء في غرفة ضيقة ... ورغم أن الغرفة التي كنت أمشي في رحابها تمتد لعشرات الكيلومترات ، إلا أن مشاعر الوحدة ، ومن ثم الضيق ، وبعدها الغضب والقرف والملل ، كلها كانت تمرح في جنبات قلبي ....قررت أن أسلك طريقا مختلفا إلى مكان عملي ، ربما يكون أطول قليلا ، حتى لا أمر على الأشجار التي صدعت رأسي بحكمتها الزائفة ....
ما ضايقني أكثر أنها ، أي صديقتي الشجرة ، كانت ترمقني من بعيد وتبتسم ابتسامة الواثق المتحدي والعارف بما ستؤول إليه الأمور ...
تذكرت أبي في أواخر أيامه رحمه الله ، وقد ابيضت لحيته وتنور وجهه وأصبح أكثر جمالا وشبابا ، وهو يقول لي : القلب قد أضناه عشق الجمال ، والصدر قد ضاق بما لا يقال.... فنظرت إليها مرة أخرى وأنا أسير في طريقي البعيد نظرة جانبية خاطفة، لعلها تبوح لي بشيء من على البعد ، ولكنها كانت مشغولة تماما بالتظليل على بعض الحمام البري الذي وقف في رحابها يلعب ويتبادل عبارات الحب والغرام ! ..

حمام في حضن شجرة


إذا نظرت إلى الدنيا من خلال شجرة ..ستبدو أجمل بكثير!

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

رائع ..
قراءة هذه الصفحة انارت قلبي ..
شكراً