الجمعة، 18 يوليو 2008

قالت الشجرة (2)

......قالت الشجرة : كيف حالك اليوم؟ تبدو منشرحا وسعيدا ..
فقلت وأنا أبتسم : لديك القدرة دائما على كشف أحاسيسي حتى ولو حاولت أن أخفيها من على وجهي ..
هزت الشجرة أغصانها الطويلة الرشيقة يمينا ويسارا قبل أن تسألني : ولماذا تخفي أحاسيسك ؟
فقلت بتلقائية : هكذا تعلمنا منذ الطفولة : أن نكتم عواطفنا وانفعالاتنا ، وألا نكشفها أمام الآخرين بسهولة ، وكم كان ذلك صعبا في طفولتي ، ولكنها الآن أصبحت عادة أو ربما طبيعة..
نظرت الشجرة إليَّ بأوراقها التي ازدادت خضرة في ذلك الصباح الدافئ ، وكأنها تتأمل كلماتي وقالت : من لم يعش الحياة بعد الأربعين وكأنه طفل ، فقد مات قبل أن يولد ...
مضيت في طريقي نحو مقر عملي وقد شعرت أن بابا قد انفتح في قلبي وغمره بنور ساطع ، وسعلت ، وتنحنحت ، وابتسمت لأول امرأة عجوز كانت ترمقني باستطلاع على الجانب الآخر من الشارع...


طريق الأشجار: أمان وسلام واطمئنان..


شجرة ملونة كأنها فتاة حسناء !

ليست هناك تعليقات: