الثلاثاء، 1 يوليو 2008



قالت الشجرة (1)

........ قالت الشجرة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عبد الله ...لماذا أنت حزين وقلق ؟
رغم قلقي فقد انبسط قلبي ، لأني كنت أحبها أن تناديني بعبد الله ، وقلت : أشعر بالغربة بعيدا عن أهلي ووطني
قالت الشجرة ضاحكة : الغربة ؟ وهل الغربة هي أن تبتعد عن أهلك ووطنك؟
فرددت باستغراب : وأي شيء تكون الغربة إذن إن لم تكن البعد عن الوطن بكل ما فيه من أحباء وذكريات؟؟
سكتت الشجرة لحظة وتنفست بعمق ، واهتزت أوراقها ، دون أن تتحرك أغصانها ، وزفرت نسمة عليلة
صافحت وجهي بحنو ، وقالت : أيها الصغير رغم كونك في الأربعين ، عليك أن تتعلم سنة الله في كونه ، أنت هنا ، على ظهر الأرض ، فيما يسمى بالحياة الدنيا ، ضيف لفترة مؤقتة مهما طالت ، تنتظر العودة لأصلك الذي جئت منه ، والجذع الذي انشققت عنه ، وتترك ما تسميه بالأهل والوطن ، لترجع إلى منشأك ومنبتك ، فأنت في الواقع غريب سواء كنت في كوريا أو في بلدك مصر ووسط أهلك وأصدقائك وأحبابك...
امتص قلبي رحيق كلامها فازداد هما على هم ، وشعرت بمرارة متزايدة ، فرمقتني أغصانها بحنان وتهادت على كتفي حتى كادت أن تحتويني وهمست لي : إذا كنت فعلا عبدا لله كما تحب أن أناديك ، فلن تشعر بالغربة أبدا...

ليست هناك تعليقات: